نجد اليوم في وسائل النقل، أو في وقت الغداء، أو حتى عند السير في الشوارع، معظم البشر يحملون هواتفهم الذكية بين أيديهم. غالبًا ما يفشلُ هؤلاء في التفاعلِ مع الآخرين؛ بسبب الزيادة المُفرِطَة في استخدام المحمول يوميًّا وفي مُعظَمِ الأوقات، حتى أنهم يستخدمونها في النوادي والأماكن التي من المفترض أنها مخصصة للترفيه والتسلية والابتعاد عن صخب الزحام والأعمال.
المشكلة، أنه بجانب كل ذلك، من الممكن أن تُسَبِّبَ تلك الأجهزة ضررًا صحيًّا لمُستخدميها، كل ذلك بسبب الإشعاع الناجم منها. ولا تفكّروا أن هاتفًا واحدًا فقط، أو علامة تجارية معينة، قادرة على منع ذلك من هواتفها، بل جميع الهواتف المتداولة في الأسواق المحليَّة والدوليَّة – من دون استثناء – تحتوي على هذا النوع من الإشعاع الذي يمكنُ أن يُسبِّبَ مشاكل صحيَّة خطيرة.
ومُعدَّل الحدّ الأقصى لانبعاث الأشعة الكهرومغناطيسية غير المؤيَّنَة هو 2 واط/كجم، لكن هناك بعض الهواتف المحمولة تقترب من هذا المُعدَّل، في ظلّ سعي الشركات التقنية في الوقت الحالي على تقليل انبعاث موجات الراديو قدر المُستطاع.
إليكم أخطر خمسة هواتف ذكية تنبعث منها كمية خطرة من الإشعاع عند اقترابها من وجه المستخدم، أي عندما تُستَخدَم للتحدث مع طرفٍ آخر:
- موتورولا درويد ماكس: 1.54 واط/كجم.
- موتورولا درويد ألترا: 1.54 واط/كجم.
- موتورولا موتو إي: 1.5 واط/كجم.
- ألكاتيل ون تاتش إفولف: 1.49 واط/كجم.
- هواوي فيتراي: 1.49 واط/كجم.
ولم يتم حتى الآن تقديم دراسة تناقش هذه القضية تؤخذ على محمل الجدّ في أي دولة في العالم، لكن هناك بالفعل أحكام قضائية تتعلّق بظهور أورام المخ بسبب الاستخدام المُفْرِط للأجهزة المحمولة. أحد أشهر القضايا المتعلّقة بهذا الأمر هي قضية إينوسينتي ماركوليني – رجل الأعمال الإيطالي الشهير – الذي أُصيب بورمٍ في المخ؛ بسبب استخدامه للهاتف الذكي لمدة ست ساعات في الشركة التي كان يعمل فيها.
ووفقًا لأحدث الدراسات عن نفس الصدد، فإن آثار انبعاث الإشعاع الناجم عن الهواتف المحمولة يُمكنُ تصنيفها إلى نوعين:
- حرارية: وهي التي تجعلنا نشعر بهذا الدفء الحراري على الجلد بعد أن نقضي وقتًا طويلًا على المكالمات.
- تأثيرية: التي يُمكن أن تكون لها تأثيرات بيو كيميائية وفيزيولوجية كهربائية ترتبط بإحداث تغييرات في الجهاز العصبي، والقلب، والأوعية الدموية.
لا تسيئوا الفهم: هذا المقال ليس لتخويفكم، وإنما لتنبيهكم ومنحكم التوعية اللازمة.
والآن، فكَّروا في أنفسكم: هل أنتم ممن بالكاد يستخدمون أجهزتهم المحمولة، أم أنكم من ذلك النوع من المستخدمين الذين يشعرون أن الهاتف الذكي جزءًا منهم. هل يستحقّ الأمر أن تعرّضوا أنفسكم لتلك المخاطر الصحيَّة والذهنيَّة؟
نصيحتي باختصار وبيت القصيد: اقتصد في استخدامك للمحمول وتجنَّب النوم بجانبه، وإيّاك إيّاك أن تضعه تحت وسادتك.
إرسال تعليق