لا تستطيع بعض السيدات الحوامل الولادة بشكل طبيعي، ويتم اللجوء إلى الولادة القيصرية والتي يتم بها شق البطن لإخراج الجنين. فما أصل تسمية الولادة القيصرية؟ وما هي أول حالة ولادة بهذا الشكل؟
يُشاع كثيرًا أن تسمية الجراحة القيصرية مستمدة من الإمبراطور الروماني “يوليوس قيصر” وادعاء أنه أول من وُلِد عبر عملية قيصرية بعد أن توفيت والدته وهي حامل به. لكن الحقيقة أن الإمبراطور يوليوس قيصر لم يكن أول حالة ولادة قيصرية مسجلة، وذلك لعدة أسباب. أولها أنه كان يتم إخراج الأطفال من أرحام أمهاتهن بشق بطونهن وذلك في ثقافات مختلفة قبل وجود يوليوس قيصر. فكان ذلك جزءًا من قانون إمبراطوري في روما يُعرف باسم القانون القيصري ” Lex Caesaria”والذي بدأ في عهد نوما بومبيليوس (715 – 673) قبل الميلاد، أي قبل أن يكون يوليوس قيصر موجودًا بزمن والذي ينص على أنه إذا توفيت السيدة الحامل، فيجب إخراج الجنين من الرحم.
ومن المحتمل أن تشريع هذا القانون كان لأغراض دينية بحيث يتم دفن الطفل بشكل منفصل عن أمه المتوفاة. وبهذه الطريقة اكتشف الأطباء أنه يمكن إنقاذ حياة الطفل على الرغم من أنه كان يتم فقدان الأم خلال تلك العملية حتى القرن التاسع عشر إن تم إجراؤها وهي على قيد الحياة. العملية القيصرية على الأرجح اكتسبت اسمها من القانون القيصري ( Lex Caesarea).
يوليوس قيصر
وهناك تفسير آخر لتسمية العملية القيصرية، فكلمة “Caesar” أي قيصر مشتقة من الكلمة اللاتينية “caedere” والتي معناها “أن تقطع”.
يتضح مما سبق أن قيصر لم تكن أول حالة ولاد قيصرية، لكن على الأرجح أن أحد أجداده هو من وُلد بهذه الطريقة ومن ثم حصل على اسم قيصر وتم تمريره إلى يوليوس قيصر. كان يُطلق على الأطفال الذين يتم استخراجهم من أرحام أمهات المتوفيات “caesones”. في البداية كانت العملية القيصرية تُسمى “Caesarian Operation” ثم أصبحت عام 1589 “Caesarian Section”.
حقائق إضافية
- هناك أصل آخر مقترح لأصل كلمة قيصر مشتقة من “caesaries”بمعنى شعر.
- أصل آخر شائع لاسم قيصر، حيث يشار إلى أن أحد أسلافه كانت لون عيونه ” caesius” بمعى الرمادي المزرق.
- أول ولادة قيصرية ناجحة كانت خلال القرن السادس عشر لسيدة لم تستطع الولادة بشكل طبيعي، فقام زوجها بعمل شق صغير من بطنها وإخراج الطفل ومن ثم خياطة الجرح، ويُقال أن هذه السيدة أنجبت بعد ذلك خمسة أطفال من بينهم توأم.
- أول ولادة قيصرية ناجحة في الولايات المتحدة كانت للسيدة إليزابيث بينيت زوجة الطبيب جيسي بينيت عام 1794.
- الولادة القيصرية شائعة جدًا اليوم، حيث أن 33% من أطفال الولايات المتحدة وُلدوا عبر تلك العمليات عام 2012.
- 75% من ولادة التوائم تتم عبر الجراحة القيصرية.
- هذه العملية تشكل خطورة من الناحية الصحية أكثر من الولادة الطبيعية، لكن خطورتها اليوم أقل مما كانت عليه في الماضي. أصبحت الولادة القيصرية أكثر شيوعًا خلال القرن العشرين حيث كانت بعض النساء غير قادرات على الولادة الطبيعية نتيجة تشوهات الحوض.
- حوالي 46% من الأطفال في الصين يُولدون عبر العمليات القيصرية.
إرسال تعليق