هل تعلم؟ البلاسيبو.. خدعة يستخدمها الأطباء معك دون أن تعلم! - ‎تق-نت

الخميس، 9 يونيو 2016

هل تعلم؟ البلاسيبو.. خدعة يستخدمها الأطباء معك دون أن تعلم!



البلاسيبو قد يكون مصطلحًا غريبًا على مسامعك، لكنك ربما مررت بهذه الحالة دون أن تدري، هي خدعة قد يلجأ لها الأطباء لعلاج المريض. فما هو البلاسيبو؟ ولماذا يلجأ الأطباء لاستخدامه؟

البلاسيبو أو العلاج بالوهم أو قد يطلق عليه البعض الغُفل أو الإيحاء، هو أي شيء قد يبدو علاجًا طبيًا حقيقيًا، لكنه ليس كذلك. وقد يكون قرصًا، أو حقنة أو أي نوع آخر من العلاج الوهمي، وما يشترك به جميع أنواع البلاسيبو هو أنه لا يحتوي على أي مادة فعالة لها تأثير على الصحة!

كيف يُستخدم البلاسيبو؟

يستخدم الباحثون البلاسيبو في دراساتهم لمساعدتهم على معرفة تأثير دواء معين أو علاجات أخرى لها ظرف معين. فعلى سبيل المثال قد يتم إعطاء أشخاص في دراسة معينة دواء جديدًا لخفض الكوليسترول، البعض قد يتم إعطاؤه بلاسيبو أو الدواء الوهمي، ولن يعرف أي من الأشخاص الذين تُجرى عليهم الدراسة إن كان ما أخذوه دواء حقيقيًا أم بلاسيبو! وهنا يقوم الباحثون بمقارنة تأثيرات الدواء الفعلي والبلاسيبو على عينات الدراسة، وهو ما سيتيح لهم الكشف عن فعالية ذلك الدواء واختبار الأعراض الجانبية.



ما هو تأثير البلاسيبو؟

في بعض الأحيان، قد تكون هناك استجابة للبلاسيبو، وقد تكون سلبية أو إيجابية. على سبيل المثال، قد تتحسن الأعراض لدى شخص ما، أو قد تتطور لديه أعراض جانبية جرّاء الدواء. هذه التأثيرات تُعرف بـ “تأثير بلاسيبو”. وهناك بعض الحالات التي قد تكون فيها نتائج للبلاسيبو، حتى وإن كان الأشخاص يعرفون أنهم يُعالَجون بالدواء الوهمي. وقد أظهرت الدراسات أنه قد يكون للبلاسيبو تأثير في حالات: الاكتئاب، الألم، اضطرابات النوم، متلازمة القولون العصبي، وسن اليأس.

في دراسة شملت الربو، لم يكن استخدام أجهزة الاستنشاق الوهمية في فحوصات التنفس أفضل من الجلوس وعدم فعل شيء. لكن حين سأل الباحثون الأشخاص عما شعروا به، فأجابوا أن أجهزة استنشاق البلاسيبو كانت فعالة مثل الدواء!

كيف يعمل تأثير البلاسيبو؟
ركزت الأبحاث على تأثير الدواء الوهمي على العلاقة بين العقل والجسم. أكثر النظريات شيوعًا ترى أن تأثير البلاسييبو يعمل بمقتضى توقعات الشخص. فإن توقع أن قرص الدواء سيكون له تأثير، فمن المحتمل أن كيمياء جسمه قد تحدث تأثيرات مشابهة لما يقوم به الدواء الحقيقي!

على سبيل المثال، في دراسة تم إعطاء أشخاص دواء وهميًا وتم إخبارهم أنه منشط. بعد أخذ القرص، زاد لديهم معدل سرعة النبضات، كما ارتفع ضغط الدم، وحدثت استجابة سريعة في ردود الفعل. وحين تم إعطاؤهم ذات الأقراص وتم إخبارهم أنها كانت لمساعدتهم على النوم، فقد حصلت آثار معاكسة.

كما يقول الخبراء أن هناك علاقة بين مدى قوة ما يتوقعه الشخص من نتائج وبين عما إذا كانت ستحدث هذه النتائج أم لا. فكلما كان التوقع والشعور أقوى للشخص، كلما كانت الآثار التي يتوقعها إيجابية أكثر.

وهذا ينطبق على الآثار السلبية التي قد يتوقعها المريض، فإن توقع حدوث صداع، وغثيان، فهناك فرصة كبيرة لحدوث هذه الآثار. حقيقة أن تأثير الدواء الوهمي مرتبط بالتوقعات لا تجعله وهميًا أو تخيليًا. فقد أظهرت بعض الدراسات وجود تغيرات نفسية حقيقية حدثت بتأثير البلاسيبو. فعلى سبيل المثال، وثّقت بعض الدراسات زيادة في إنتاج الجسم للإندورفين، وهو أحد مسكنات الألم الطبيعية في الجسم.

أحد المشاكل لتأثير البلاسيبو أنه قد يصعب أحيانًا التمييز بين التأثيرات الحقيقية للدواء الفعلي خلال الدراسة. فإيجاد طرق للتمييز بين تأثير البلاسيبو، وتأثير الدواء الفعلي من شأنه أن يحسن العلاج ويقلل من تكاليف اختبار الأدوية.



إرسال تعليق

ابحث عن أي شيء تريده في هذا الموقع